من لا تزال حبيبي
عندما أكتب حرفا يرسمني الفراغ لغيابك، وعندما أرسم وردة يكتبني الحنين اليك، فماذا أفعل بها روحي تلك التي تريدك ولا تريد أن ترضيك؟
لوهلة أولى سوف أكتب شيئا لا يعنيني، أو قد أكتب كل الأشياء التي عجزت أن أداريها، وأن أخبئ شيئا منها وأرميه في وجه السماء.
للمرة الأولى سوف أناديك وأتوّهم أنك ستكون هنا. وتخبرني أوقاتي التي حاصرتني أنني وأنت حبيبان، وإن ضاقت بنا المسافة.
للمرة الأولى سأشتاق إليك كما لو كنت لا أشتاق. وسأرسل إليك الورود علّها لمرة تمحو أثار الفراق. وسأعتذر إليك بكل الود كما لو أنني مجنونة حين أعشق، وأنني ظالمة بالقهر، وأمزّق بقسوة رسائلك التي جاءت. ولكنني من طيبتي أحتفظ أخيرا بكل الأوراق.
للمرة الأولى أتمنى لو كنت هنا الآن لتضمّني أوقاتك كما أريد، ولتحضن أكوام لهفتي بين رمشيك، ولتقتلني عتاباتك كما شئت وكما تريد.
للمرة الأولى سأبعث وردة تحمل كل خبايا الود، وسأقول لها أن تهمس لقلبك سرا أنني أحبك، وإن كان بيني وبينك مليون حد.
للمرة الأولى سأكتب إليك أنني رغبت دوما في السؤال عن هدوء أنفاسك لرؤيتي، وعن رغبتي إليك، وعن تلك التي خنقتها الدموع، وعن دروب العودة فينا. وهل سيكتب لنا مرة أن يكون هناك رجوع؟
للمرة الأولى سأقول أنني دوما كنت أحبك، وأنني للآن مازلت أحبك، وأنها أيامي التي تعوّدت أن تعاندني فيك، وأنني من لهفتي فيك سكت، فمتى سيكون لنا أن نظلّ فقط عاشقين؟