زائر زائر
| موضوع: من اسرار بسم الله الرحمن الرحيم (2) الجمعة أغسطس 10, 2007 1:49 am | |
| هكذا كان القرآن مبتدأ باسم الله.. و لذلك فنحن نتلوه باسم الله و لهذا فإن ((بسم الله الرحمن الرحيم)) علينا أن نأخذها من زاويتين : الزاوية الأولى هي زاوية نلحظها في لغة البشر فإذا تكلم إنسان في أمر من الأمور إلى الإنسان الآخر, يريد إقناعه بذلك الأمر بأن ينفذه..فإن الإنسان الذي يتلقى الأمر يتساءل: - باسم من تتكلم أنت معي؟ فقد يقول الإنسان صاحب الرأي الذي يريد أن يقنع به من أمامه: - أنا أتكلم باسم الحاكم أو باسم وكيل النيابة. إذن هناك صفة ما يحملها الإنسان صاحب الرأي ليقنع آخر بأن ينفذ ما يقوله له... فإذا اقتنع الإنسان بمكانه الرأي و بتقدير من أرسل هذا الرأي إليه فإن الإنسان يسلم بما اقتنع به. فما بالنا بالقرآن المنزل من عند الله .. منحنا الكون كله و استخلفنا الله فيه.. فأصبح الإنسان خليفة الله في الأرض.. الفلاح- على سبيل المثال- لم يخلق الأرض و لا يعرف غالبا عدد العناصر التي فيها. و البذور – التي يضعها في الأرض غير مخلوقة بواسطة الفلاح, و المياه التي تنزل من السماء أو تجري في الأنهار.. تعطي الفلاح الفرصة ليزرع.. هذا الفلاح يضيف عمله إلى الأرض بالحراثه.. و يضع البذور في الأرض و يروي النبات في مواعيد محدده.. فيعطيه الله الرزق الوفير. لماذا؟ لأنه أقبل على المادة المخلوقة له باسم الله ..و استقبل الخير شاكراً لله.. و بدأ عمله باسم الله.. إن الفلاح حين يبدأ عمله باسم الله فإنه يعرف أن طاقته ممنوحة له من الله, و الأرض ممنوحة له من الله ..و البذور ممنوحة له من الله .. و النبات هو حصاد جهد الطاقة التي منحها الله في الأرض التي خلقها الله. إن الإنسان عموماً إذا أقبل على أي عمل من الأعمال فعليه أن يتساءل: ما الذي يجعل هذا العمل ينفعل لي؟ لا طاقة تجعل عملا من الأعمال تنفعل للإنسان إلا بإرادة الله.. لذلك فعندما يقول الإنسان: إنني أفعل ذلك باسم الله الذي سخر لي كل ما حولي لأقوم بذلك العمل..فإن الله يسخر الإنسان و يسهل له القيام بالعمل.. يسخر له ما ليس لقدرته عليه سلطان. و لا يدخل في استطاعته الإنسان السيطرة عليه.. إن اسم الله الذي يفتتح به المؤمن أي عمل هو إيمان متجرد و يقين حي, يحقق السيادة للإنسان باسم من استخلفه في الأرض... فليس في استطاعته أحد أن يجعل الشمس تشرق و لا في استطاعة أحد أن يظهر لنا القمر في غير ميعاد.. و لا أحد يستطيع أن يتحكم حتى حركته أو جسده إلا بالروح التي نفخها الله فيه. فإذا ما استقبل الإنسان كل عمل و كل حركة بقول ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ) فإن المنافع تعود على الإنسان ببركة هذا الاسم الذي خلق الكون و سخره للإنسان. ما الفرق بين أن يقول الإنسان المؤمن ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) في بداية كل عمل.. و بين الكافر الذي لا يقول باسم الله .. و مع ذلك فالأعمال أيضا تعطي ثمارها للكافر و المؤمن سواء.. الإجابة هي : إن الفرق بين المؤمن و الكافر...فرق واضح إن المؤمن يثق بأن الله سخر له العمل .. فيطمئن و هو يؤدي العمل.. إن المؤمن يعمل و في باله الاطمئنان .. و الإحساس الأمان و أن الخير لا يجيء في الدنيا و حدها .. إن الخير يجيء في الدنيا و يثاب عليه المرء في الآخرة .. أما الكافر فقد يقوم بالعمل و قد بفشل فيه..و يرث القلق على العمل و لا يأتيه الثواب على العمل في الآخرة.. لذلك فنحن أيضا عندما نحمد الله بعد العمل.. فإننا نؤكد الصلة و الثقة بأن الله هو الذي أعطانا فلا يدخلنا غرور أو زهو..إنما يحس الإنسان بفضل الله.. |
|
راقية مشرف
| موضوع: رد: من اسرار بسم الله الرحمن الرحيم (2) الجمعة أغسطس 10, 2007 6:20 am | |
| جزاك الله خيرا يسلمووووووووووووووووووو | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: من اسرار بسم الله الرحمن الرحيم (2) الجمعة أغسطس 17, 2007 4:56 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً راقية على المرور وجزاك الله خيراً |
|